الأحد، 6 نوفمبر 2011

مين يحبّ الثاني أكثر ؟

-

" واختلفنا مين يحبّ الثاني أكثر "




-1-

" شنو مفهوم الحبّ بالنسبة لج ؟ "
لم أعلم كيف أفسّر لكَ مفهوم الحُبّ ،
فالكلمات تعثّرت بحلقي حينها ..
لستُ بمتحدثةٍ جيّدة ..
وخفتُ أن لا أُعطي ما أشعرُ به تجاهكَ حقّه بالكلام ،
عجزتُ أن أصف لك ما يخوضُه قلبي في معاركِ حبّك ؟
لذلك فضلتُ الهروب من ذاك السؤال ..
واليوم قررتُ أن أجيبُك ،
أن أكتُب ..


-2-
عندما أحبّك ،
أشعر بأنّ قلبي ما عاد مُلكًا لي ،
وما أنا وأنت سوى روحٌ واحدة نُفثت بجسدين ..
أشعر بأنّ الروح تتخلل كلّ الموجودات ،
تارةً تسكنُ بالعُشبِ الأخضر ، وبالشمسِ الذهبيّة ..
وأخرى تقطنُ بالأزهار ، وبالسماء السرمديّة ..
فللكون جمالية أخرى عندما نعشق ..

أحبّك أيّ أنّني ،
أقتاتُ على صوتكِ الدافئ ، وتلك البّحة التي تسكنُها ..
وأعشق اسمي عندما تسكنُ حروفهُ حنجرتِك ..
فلا قيمة ليومي دونِك ،
ودونَ أن يعبرَ صوتك أسلاك الهاتف ليصلُني ..
فتثور بجسدي كل خلايا الحُبّ ،
وتتحوّل كريات الدم التي تجوب شراييني لفراشات ..

عندما أحبّك ،
تتفجّر في قلبي براكين الأشواقِ والحنين ،
فأشتاقُك وأنا أُحادثك ،
أشتاقك حتى وأنت بقُربي ..
وأنّني أعيشُ على تلك الرسائل المجنونة ،
التي ترسلُها لي بينِ الحين والآخر ..

أحبّك ،
تعني كلّما أنصتُّ لأغاني عبد الحليم ،
تتعثّر ذاكرتي بطيفِك ..
وإن شككت يومُا بحبّي لك ،
استرقّ السمع لدقّات قلبي ،
ستجدهُ دومًا يهتفُ باسمُك ..

أحبّك ،
تعني بأنّكَ لسْتَ قطعةٌ من قلبي ،
بل أنت قلبي بحدّ ذاته ..
تعني بأنّك ساكنٌ بين نبضةٍ وأخرى ،
بين أنفاسي المتقطّعة ، بعسلِ عيناي ،
بدمِ أوردتي ، بخلاياي ، وبكلّ ما فيني ..

أحبّك ،
تعني أن تتوه الكلمات وسط زحام هذا الشعور ،
أن تسكُن الحدّ الفاصل بين السماءِ والأرض ، بالمدى ..
فلا أستطيع أن أمسكها ، لأكتُب لك ما معنى أن أحبّك ..

أحبّك ،
تعني أن تكون اللغة بخيلة جدًا ،
عندما ينمو بحجراتِ القلب شعورًا ،
يفوق وصفه بكلمة واحدة ..


-3-
يحدثُ أحيانًا أن أبكي كثيرًا على صدرِ -التيدي بير- عندما أنفردُ بحُجرتي ..
لأنّني سعيدةٌ معك حدّ الخوف ، حدّ البُؤس والبكاء ..
أخشى على سعادتي من التلاشي ،
على هذا الحُبّ من الانكسار ،
وعلى قلبينا من طعناتِ القدر ..
أخافُ أن يُقبل يومًا حاملًا معهُ زوبعة هوجاء تقتلعُكَ منّي ..
أخشى على قلبي من فقدِك ..
فقلبي الصغير كقلبِ العصافير ،
لا يقوى على بُعدِك ..
فبعدما عرفتُك أصبحتُ أعاني من فوبيا الفقد ..
لأنّني إن فقدتُك سأموت ،
فأنتَ هوائي الذي أتنفّسه ..

-
" واتفقنا إنتِ أكثر وأنا أكثر "


-

السبت، 27 أغسطس 2011

عذاباتُك سر بقائي ..





-





-1-
يخلّف حبّكَ فيني أحزانٍ كثيرة ،
يخلّف حرائق يخنقُني دُخّانها ،
خراباتٍ جمّة ، وخيباتٍ لا أقوى على احصاءها ..


-2-
الليل يشي بِك ..
يسكبُكَ برفقٍ بين الغيمات ..
تهدي السماء طيفك إلى ذاكرتي ..
تزورني ..
تصطحبُ معكَ الحُزن ..
حُزنًا أنيقًا ، باذخ الجمال غير البقيّة ..
حُزنًا يسحقُني ،
يُلقي بي على أعتابِ السماء ..
نجمةٌ مُتعبة ، مُثقلاً كاهلُها بالهموم ..
وبالوقتِ عينهِ أتلذّذ بعذاباتك يا رجُل !


-3-
تأتي ، تطرقُ أبواب قلبي ..
فأشرعها لك ، لأحزانك ..
لكبريائك الذي حطّم كلّ الجسور ،
التي حاولتُ مرارًا أن أمدّها بين قلبي وقلبك ..
لحبّك الذي اغتال أحلامي ،
وألقى بجُثثِها على أروقةِ صدري ..
أشرّعها لصورتِك الساكنة بليلِ مُقلتاي ..
لتقاسيم وجهِك ..
وللذكرياتِ المُبللة بالمطر ..


-4-
لِمَ يكونُ الحُزنَ دومًا مُرتبطًا بك ؟
تُباغتونني بكلّ لحظة ..
تستقرّون بحُجراتِ قلبي المُجهد ،
دون رحيل ..


-5-
كلّ أشيائي تٌشاركني حُزني بِك ..
تعزفُكَ أصابعي مقطوعة موسيقية فاخرة ،
تعزفُكَ لحنًا ينبتُ الحُزنَ بنغماتهِ ..
يكتُبُكَ قلمي قصيدة خالدة ،
تغدقُ حروفها بكْ ..
تستوطنُ قوافيها تلكَ الأحزان ،
المتوّلدة منِك ..
ترسُمُكَ ريشتي لوحة ،
يسكنُ بها حبّي وحنيني ،
تسكنُ بها ذكريات الرحيل ،
وأنتْ ..
وعلى الرغمِ من ذلكْ كلّه ،
أريدُكَ بعذاباتكْ ، بأحزانكْ ،
وبحرائقكْ كلّها ..
فأنت سرّ بقائي ..!

-

السبت، 23 يوليو 2011

لأنّـك حُـلُـم ..


نحنُ نكتب لنصنع أضرحة لأحلامنا لا غير - أحلام مستغانمي -






لأنّك حُلُم ، سأكتبك ..
سأصنعُ لكَ ضريحًا كبيرًا من الكلمات يليقُ بمقامك ..
سأجعلُكَ تعيش على السطور ، تسكنُ بغُرف الكلمات ،
تتجوّل بين فاصلةٍ وأُخرى ، حتى يُدركُكَ التعب ،
أُهَدْهِدُك فتغفو كملاكٍ سماوّي على نُقطة نهاية السطر ..

-

لأن قُربُك ، ما هُوَ إلا حُلم وأُمنية لا تتحقّق ..
تركتُ الواقع وركنتُ للأحلام لأنّك تسكنُ بها ..
رحتُ أحلمُ بِكْ ، بقُربِك ، بالدفء المُنبعث من صوتِك ..

-

ولأنّ الحصول عليك غاية لا أُدركها ،
رُحتُ أُلملم ما تبقّى منك لأدُسّك هُناك ،
حيثُ أدسُّ أحلامي التي لا تتحقق ،
عندَ النجوم البعيدة جدًا ، والمُعلّقة على السماء ..

-

بنيتُ بينَ كتاباتي كوخًا خشبيًا لي ولَك تسكنهُ معي ..
أثّثتهُ بحبّي ، بخيباتي ، بالوجع الذي يستوطنني بسببك ..
غطيّتُ الطاولة الخشبية التي تنتصِف بصالة المعيشة ،
بمفارش ببياضِ الملائكة ..
جلستُ على الكرسيّ وأجلستُكَ قُبالتي ..
اختلقتُ ليالٍ وأحاديثٍ طويلة تجمعُنا ..
اختلقتُ حوارات قصيرة غارقة بالحُبّ ، بالصمت ،
بالخيالِ والحُلم !

-

سأكتبك على جبين الغيمِ قصيدة ، قوافيها المطر ..
سأكتبكَ نصًا فخمًا ، على كلّ مساحةٍ خالية ..
على جذعِ الشجر ، على بتلاتِ الزهر ، على صُلبِ الصخر ..
فلا تقوى على محوِكَ رياح الأيام ولا حتى رياحُ الواقع ..
سأسكبُكَ بين الكلمات لتثمل نصوصي بِك ..
سأُغرِقُكَ بقصائدي ، بخواطري ، بكلّ أبجديتي ..
حتى تمتزجُ بها حدّ الجنون ..
فلا أستطيع التمييز حينها إن كنتَ حاضرًا أمامي فعلاً ،
أم كنتُ أجسّدُ حضورُكَ بالحروفِ وباللُغة ..
لأغرَق بدوري بين الحقيقةِ والوهم ..
وما ألذّ ذاكَ الوهم المُتعلّق بِك !

-

الجمعة، 24 يونيو 2011

أحبّك .. بـسْكات !





[ اشتقتلي ؟ ]
لأ ..
مت من الشوق عليج !
-
بيننا ألف غيمةٍ غافية على صدر السماء ،
وألفَ زهرةٍ تتوّسدُ تُراب الأرض ..
بدروبنا حطّت فراشاتُ الفراقِ رحالُها ..
بيننا قاراتٍ وحضاراتْ ..
أزمنة ، أمكِنة ، ممرّات ..
مئات من الجُدران والأزقّة ،
وملايين من الحواجز شاهقةَ العلو ..
مسافاتٍ طويلة ، تفصُلنا جسديًا ..
لكّن القلبُ دومًا ماثلاً في فضاءاتِ حُبّك ..
وتلكَ المسافات ،
تجعل الوله يندّسُ بدمي ، ينبِتُ بعروقي ..
تلكَ المسافات تزرعني وردًا على أرصفةِ الانتظار ..
تجعلُ فؤادي يُبحر على متنِ زوارقِ الحنين ..
تنثرُ أشواقي نجومًا تتربعُ على عرشِ السماء ..



وينج حبيبتي ؟
[ كاني ]
شفيج ساكتة ؟
-
لم تُتقن قط الحديث ..
لم تستطِع الإمساك بزمام الحروف ..
كانت حروفها دومًا مُتكّئة على جدار الصمت ..
أرادت دومًا أن تُلملم أشّلاء ذاك الصمت الرهيب ،
وترمي بها في أعمقِ المُحيطات ..
تُحبّه ، لكن بكّل أبجديات السكوت ..
تظّل أيامًا وأيام ، تحيكُ الحوارات ،
تنسِجُ أحاديثً ناعِمة ..
وما إن يلتقيا يهربُ الكلامُ منها بعيدًا ،
لتغرق بزوبعة الصمت مرّةً أُخرى ..
تعشقهُ .. تحملُ لهُ بذاك القلبِ المُجهد ،
كل الحبّ .. كلّ الشوق .. كلّ العشق ..
الذي لن توفيهِ الكلماتِ حقّهُ ..
والذي تعجز عن التعبيرِ عنه !




وين أروح ؟
[ روح البحر ]
مابي أروح البحر ،
مابي أفكّر فيج زيادة !
-
أعلم بأن التعب مُراقٌ على شواطئِ صبرِك ..
وخيولِ قوافلَ الأوجاع تقطعُ صدرِك ..
وبأّن روحُك مُبللة أطرافها بالصمت ..
وقلبُكَ باتَ موطِنًا للحُزن ..
فهُوَ كما الصحراء القاحلة ،
ينتظر تدفّق شلال الكلمات العذبة منّي ..
لأحيل تلكَ الصحراء إلى واحة ..
تنتظرني ، تتوقّع منّي الكثير ..
ولا أمنحُكَ سوى صمتيَ المُربك ، بالأخير !
ألا تسمعُ صخبِ الحبّ الذي يغزو صمتي ،
وصدى آلاف الكلمات التي تسكنهُ ؟
إننّي أقول في صمتي ، ما لا تقولهُ الحروف !
لأنّك عرّيتَ لُغتي ، شللتَ قُدرتي على البوح ..
وأخْرَستَ أبجديتي ..
فجعلتَ حروفي تستّقل عربةِ السكوت وتمضي ..
لكن كُن على ثقةٍ دومًا ،
وإن خاننّي التعبير يومًا ،
وإن تزاحم الصمتُ بحواراتنا ..
بأننّي أحبّك ،
وحُبّي لكَ لا حدود لهُ ..
لا حدود !
نعم أحبّك ،
وبكّل أبجديات السكوت ..
-