الجمعة، 29 نوفمبر 2013

ونمضي..

 
 
 
-

 
-
 
يعود الشوق أدراجه بقلبِك.. تتوقّع عودة صخب الشعور في قلبِ الآخرين..
يتقدّم بنا العمر، تتقدّم بنا المشاعر، يشيخ الحبّ إن لم نُروّيه..
هذا الحبّ الثقيل على صدورنا سيرحلُ يومًا، ككلّ الأشياء المهاجرة..
كالسنونو في مواسم الشتاء، كالزهور الربيعية الذابلة تحت وطأةِ مطرٍ شديد..
ستسمعُ يومًا دوي سقوط الحبّ من قلبي..
ستأخذ الأيام بأيدينا إلى شوارع النسيان، سنتسوّله لسنوات بكلّ رغبةٍ ورجاء، إلا أن نظفر بهِ..
سترى ليل عينيها صافٍ، لا تُعكّره هزيمة الدموع..
سترى نجمًا مُلوّحًا في سمائها.. نجمًا شامخًا، شاهق العلوّ، لم يعُد يركع ويخضع لقلبٍ آخر..
سترى شوقًا فائضًا من الروح في الأحاديث، دون رغبةٍ في الرجوع..
سترى حنينًا يقطع القلوب، حنينًا ل اللحظات التي سافر عنها الزمن وودّعها..
يكفي أنّنا نلنا شرف عَيشِها، خضنا مغامرة احساسها..
محطة جميلة نركن بها جنوننا، جموحنا، وصخب أرواحنا..
-
نعم.. نحنّ لحميمية أرواحنا.. للسعادة المُؤقتة التي حفرت تاريخها على جذوع ذاكرتنا..
نشتاق للورد الذي قَطَفَتهُ قلوبنا من سلال الضحكات، حتى غدت حديقة ورد..
نحنّ للأيام الخوالي، للشغف، لكلّ شيء..
دون رغبتنا بالعودة لتلك المحطّة، بلا رغبةٍ بالتخلّي عن هذا السفر الطويل عنها..
اكتفينا.. أخذنا حصّتُنا من كل هذا الجنون، من الحُزن الذي يقتلع عُمرًا وتعبًا مع كل دمعة..
والآن.. هذا الأوان فرصة للمجانين الآخرين..!
-

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

عن قلبي..

-
 
 
 
 
 
-1-

عن ورد الطرقات، عن الدروب الحالمة التي تُمطر سماواتها وردًا..
عن الشرفات التي يلفّها الياسمين الشامّي –أغصانًا متشابكة-..
تعبرها الضحكات، تُصادق الشِفاه العبوسة، تُفتح كلّ صباح لألف حكايةٍ وحكاية..
هي التي تفتح قلبها لأحجيات الملامح.. لغموض ابتسامة، لانكسار دمعة..
للرياح التي تجيء من خُطى العابرين.. من خطوات عاشقيْن، بعد لحظة وداعٍ أخيرة..
للربكة التي تُحدثها إلتفاتتهم، للريح الغاضبة خلفهم، للصخب الذي تُعانق به ستائرها..
لأبجدية الأصابع وهي تلفّ خاصرة العشّاق..
أي السماوات تسع قلب عاشقيين بعدما يمدّ الفراق يديه نحوهما..؟
أي شوارع تبتلع خطاهما..؟

 

-2-

للنبضة المسروقة من إعياء المشاعر..
لضحكة حبٍ قُطِفَت عنوة من طيّات الذاكرة..
لتوهّج العينين، لاتساع الأحداق، لضوضاء القلب..
لسمكات الدهشة التي تسبح بملح أعيُنِنا..
للصدفة التي تجيء بسلال وردٍ وابتسامات شقيّة..
للكون مُترامي الأطراف، وهو يَسَع غبار نجماتنا المُجهدة من الهرب نحو اللامكان..
للحبّ القديم، للحبّ المركون في اظلم زوايا القلب، وأنقاها..
للذكريات..

 

-3-

عن الالتحام الذي تنحتهُ قُبلة..
عن الورد النابت من ثغورنا وهو على مشارف الإزهار..
عن الحشود التي تُصبح مُغبّشة، مجرد حركة محسوسة، بطيئة تارة وسريعة أخرى..
عن الشطرين الذائبين في عِناق، إلى شطرٍ واحد..
عن المسافات، عن الجسور المُهترئة التي يعبر عليها الحبّ، ينجو دومًا دونما سقوط..

 -

عن القلب الذي ما عاد يرى في كل هذا سوى شيئًا مُملًا سخيفًا..
عن مفهوم الحب.. ظاهرة نعيشها بجنونٍ وجموح، حتى تفقد شيئًا ما منها مع سفر الوقت وانقضائه..
إلى أن يصغرَ حجمه فينا، يتقلّص كرئة في حالة زفير، ينكمش كقطعة قماش غارقة في ماء..
إلى أن يُلقى في زاوية صغيرة في عقولنا.. يُصبح الموجود، المنسي..

-

الأحد، 6 أكتوبر 2013

خِواء

 
-
 
 


-
 
 
-1-
عن اليدين.. عن صوت البحر الذي يعبرني.. الموج الذي يبلّل كفّينا..
عن الصخر الذي يجرح قدمي بكلّ خطوة أخطوها نحوك..
تتقرّحُ قدمي.. يتقرّح قلبي ، ولا أُبالي..
أجري نحوك بشغفِ طفلٍ يجري نحو أبيه.. من أجل أن يعانق المدى بيديه ،
يطير لثواني ويعود لحضنهِ الذي لا يمكن أن يغدره..
وطنًا وسط بحر.. ولأنّني مللتُ الاغتراب ، أركضُ نحوك دون مبالاة.. لأُلقي كل هذه الغُربة عن كاهلي..
 
-2-
كيف نُعيد للفرح لونه ؟ كيف نُعيد للشغف جموحه ؟ كيف نحيا بالحُزن مرةً أخرى ؟
التقيّد بالحزن والوهم أفضل بكثير من حالة اللاشيء.. من هذا الاستسلام والبرود..
كيف نُعيد للحزن سطوته ؟  للفرح صخبه ؟ للأمل غيماته ؟
كيف نزرع الخوف في قلوبنا بذرًا لينمو ويتجذّر فينا ؟
كيف نُعيد للقلب فوضى مشاعره ؟
كيف نُعيد للحواس ملامحها.. أن نخطّ للفرحة ابتسامة خجولة ، وللحُزن شلال دمعٍ منسدل..
أريد أن أحرّر هذا القلب كفراشة.. كوردة أنفثها فتتناثر في دوامة الشعور..
لا بأس بأن تتساقط.. تحتضن التراب.. لا بأس بأن تموت.. الموت أفضل من كل هذا الجمود..
أفضل من الغرق بصمت ، بلا تعبير يكتسي الملامح ، دون قلبٍ يهتّم..
 
-فراغ-
هذا ما يستوطن القلب..
يدفع الإجار شهريًا.. يُؤثّث روحك باللاشيء..
يشعُر قلبي.. لكنّ الشعور انكمش في دوامات الفقد.. ما عاد يُعطي الأمور حيزًا في مقدمته..
يستقلّ الشوق المقعد الأخير في القطار.. يرتدي الحبّ معطفًا سميكًا ويخرج من قلبي..
يتبخّر الوجوم نحو اللامكان.. يغفو الحُلم بلا إفاقة.. يخرج الحزن لنزهة ولا يعود..
يسافر الفرح مُؤقتًا وينسى جواز سفره..
على أيّ الخطوط حزمت مشاعري ورحلت ؟
 
-

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

للصدفةِ كتبت ..









-
كغريبين ، رتّب لهما القدر صدفةً في طيّات أيّامه ..
ابتسامة قطفها كّلا منهما من ثغر الآخر ..
ونظرة مُختلسة ، لها بريق اخترق نورها دُجى قلبيهما الدامس ..

 -
 

في مقهى مُطلّ على شوارع من غُربة .. عَثَر كليهما على وطنه ، بعد رحلةِ بحثٍ شاقّة ..
على طاولتين مُتقابلتين جلسا .. كان الحبّ حاضرًا ، مُتأنقًا بربطة عُنُق سماويّة ..
لجموح البدايات يرتدي الأزرق .. ليأخذُ بيديّ مُرتاديه إلى حدودهِ ، نحو السماء السابعة ..
كان فاتنًا ، جميلًا كجمال البدايات الآسر ، مُغريًا للوقوع فيه ..


 

بنظرة واحدة غائبة ، والتقاء قزحيّتين ..
وُلِدَ في القلب الأول عصفور ، وعلى ضفاف القلب الثاني عُشًّا يحويه ..
نمت في عينهِ موجة حائرة ، امتدّت ناحية عينيها وتكسّرت برقّة ..
بزهوِ البدايات ، جرّبوا نشوة الحبّ .. نشوة التحليق بلا أجنحة ..
نشوة الغرق دون الرغبة بالنجاة !

 -
 

-قهوة-

وللمرةِ الأولى لم تُلامس مرارةِ القهوة أعماقهِ ..
لم تلسعهُ بقدر ما لسعتهُ هدير العاطفة ، التي كانت نائمة على أعتاب انتظار - خفقةِ القلب - الأولى ..
الخفقة التي أيقظت كلَ الأعلام المنكّسة بقلبهِ من سباتها العميق ، حتى تُعانق رياح الهوى الصاخبة ..

 -
 

- لحظة انتشاء-

كأن تعزف على أصابع البيانو موسيقى لا تعرفها ، لا تألفها .. لكن أصابعك هي التي تقودك ..
لحنًا نابتًا من غياهبِ روحكِ .. من السلام الداخلي الذي يملؤك ..

وأنتَ الذي لم تُجِد الرقص يومًا .. تعثُر على قلبك الضائع في رقصة –سلو- على موسيقى
–سيلين ديون- فوق مسرح الحبّ .. يخطّ طريقه بخطواتٍ جميلة ، مُتمرّدة ، ومُؤلمة ..


 

-جمالية الألم-

كأن تسمع في روحك صدى الألم ، على هيئة عزف مقطوعة كمان ..
ألمًا يُلامس شغاف روحك على حين غفلة ..
 

[ لغياب بحّة صوت .. لتكاثف غيم الحنين .. لجُملة اعتيادية قد لا تجدُ لها في القلبِ
مكانًا فتَحشُر نفسها كما وجعًا .. للخوض في التقكير باحتمالية الفقد .. للحرمان .. للفراق ..
ولخريف القلبِ ما بعد الفراق .. للدمع المالح على شواطئ الأحداق .. لانعطافات القدر ..
والخوف من الاندثار مع رياح نيسان .. والنسيان ]

 -

كان لقاءً جميلًا .. صُدفة فاتنة .. حُبّا مُدبرًا .. وردة بريّة وسط رمضاء .. مطرًا سماويًا ،
 وهبة قدر .. كان حُفنة من الأحلام والأوهام والأماني .. والكثير من الرجاء بعدم ذبول هذا الحبّ !
 
-

الأحد، 24 فبراير 2013

يكفيني ..





 
 
-
 
قبل أن أمضي ..
كانت تكفيني كلمة واحدة ..
كان يكفيني الرفض .. كلمة  -لا- في وجه القدر ..
كان يكفيني التشبّث .. أن تتشبّث بي كحُلُم ، ترفض الافاقة منه أبدًا ..
كمبدأ تُجابه الأيام وطيّات الزمان حتى لا تتخلى عنه ..
كأمنية لن تُطلق سراحها عنوة ، كطيرٍ بائس نحو أُفق الاندثار ..
كان يكفيني سؤالًا واحدًا تلفظهُ شفتيك ..
تنثرهُ على مسامعي بانكسار ، كما يُنثر ورق الخريف المقطوع حسرةً في فراغاتِ الضياع ..


        كان يكفيني أن تسأل :

-   والحُبّ ؟

-    ودهشة اللقاء الأول ؟

-   واللهفة ؟

-   والاغتراب الذي سيحلّ بروحي ؟

-  والحنين الذي سيقطعُ قلبي كخيلٍ أشهب عندما تولّين وجهك شطر الرحيل ؟

-  وقلبي ؟ والأماني ؟ والوعود ؟ و و و و ؟

 .


كان يكفيني أن تُناديني حتى أقف ..
ألتفتُ ناحية عينيك ، ويعود قلبي إلى موطنه ، إليك ..
أن تُنادي اسمي فيتعثّر فمك بالفاء .. ويغصّ حلقك بألم الفقد ..
لو أنّ قلبي سمِع الفاء فقط .. كان سيركض ناحيتك ،
مُحتضنًا قلبك بكل ما بهذا العالم من لهفة ..
كان سينسى كل الوجع ، سيبتسم كما يفعل دومًا ،
ويمضي معك إلى جحيم الحبّ وخراباته وخيباته ..
لكنّك مددت يديك لوداعه .. صافحته .. ورحلت أيضًا ..


.

الاثنين، 7 يناير 2013

حديث عابر..

 
 
 
 

 

 

هذا الخراب الجميل ، لا أندم عليه أبدا.. لا أندم على اللحظات التي صعد فيها قلبي علوًا شاهقًا..
عرف معنى أن يكون له جناحين.. جرب شعور التحليق بين تجاعيد الغيم..
 
 

تعلّمت أن أستمتع بالمطر.. ولفرط حزني أن أراقصه وأغني بصوتي الناشز.. أن أسرّب الحزن بصوتي ، أصرخ بأحدّ صوت لأرتاح.. أن أختبر معنى الجنون الجميل.. أن أكتب.. وتتكدس ملايين النصوص-التي يغلب الحبّ مضمونها- في المسودّة.. أن أبكي بصمت ، فتُزهر في خدّي حقول الياسمين.. أن أتوسّد ذكرياتي.. وأتقاسم معاناتي على هيئة نصوص صغيرة ، تأملات كثيرة ، وحكايا أخبئها لأعزّ الصديقات..

 

لا أندم أبدًا على الوهم الجميل.. لا أندم على حبك.. لا لأنه ضاف خيبة إلى رصيد خيباتي ..لا لأنه زاد عدد الرصاص المصوّب ناحية قلبي.. لا لأنه زاد جُرحا وطعنة.. بل لأنه زادني قوة ،زادني عمرا وتجربة.. كسر قلبي إلى ألف قطعة ، عرّاني إلى أقصى حالات الضعف ، كما تُعرّي الرياح وردة على مشارف الإزهار.. لكنّه بالنهاية صقلني..

 

شكرا لحبك.. شكرا لقسوتك.. شكرًا للوجع ، للألم الذي أهديتني إياه.. الألم الذي كان مؤشرًا أن ما عاشه القلب المتعب كان حقيقيّا.. شكرا لجمالية اللحظة  في كل حديثِ حبٍّ عَبَرَ بيننا.. لكل ذكرى جميلة نُحِتَت بالعقل.. لملمس يديك عند مصافحتي للمرة الأولى.. للفراشات التي حلّقت بداخلي.. لعينيك البنّيتين ، ونظرتك التي زادتني عمرًا فوق عمري..


-