الجمعة، 18 أكتوبر 2013

عن قلبي..

-
 
 
 
 
 
-1-

عن ورد الطرقات، عن الدروب الحالمة التي تُمطر سماواتها وردًا..
عن الشرفات التي يلفّها الياسمين الشامّي –أغصانًا متشابكة-..
تعبرها الضحكات، تُصادق الشِفاه العبوسة، تُفتح كلّ صباح لألف حكايةٍ وحكاية..
هي التي تفتح قلبها لأحجيات الملامح.. لغموض ابتسامة، لانكسار دمعة..
للرياح التي تجيء من خُطى العابرين.. من خطوات عاشقيْن، بعد لحظة وداعٍ أخيرة..
للربكة التي تُحدثها إلتفاتتهم، للريح الغاضبة خلفهم، للصخب الذي تُعانق به ستائرها..
لأبجدية الأصابع وهي تلفّ خاصرة العشّاق..
أي السماوات تسع قلب عاشقيين بعدما يمدّ الفراق يديه نحوهما..؟
أي شوارع تبتلع خطاهما..؟

 

-2-

للنبضة المسروقة من إعياء المشاعر..
لضحكة حبٍ قُطِفَت عنوة من طيّات الذاكرة..
لتوهّج العينين، لاتساع الأحداق، لضوضاء القلب..
لسمكات الدهشة التي تسبح بملح أعيُنِنا..
للصدفة التي تجيء بسلال وردٍ وابتسامات شقيّة..
للكون مُترامي الأطراف، وهو يَسَع غبار نجماتنا المُجهدة من الهرب نحو اللامكان..
للحبّ القديم، للحبّ المركون في اظلم زوايا القلب، وأنقاها..
للذكريات..

 

-3-

عن الالتحام الذي تنحتهُ قُبلة..
عن الورد النابت من ثغورنا وهو على مشارف الإزهار..
عن الحشود التي تُصبح مُغبّشة، مجرد حركة محسوسة، بطيئة تارة وسريعة أخرى..
عن الشطرين الذائبين في عِناق، إلى شطرٍ واحد..
عن المسافات، عن الجسور المُهترئة التي يعبر عليها الحبّ، ينجو دومًا دونما سقوط..

 -

عن القلب الذي ما عاد يرى في كل هذا سوى شيئًا مُملًا سخيفًا..
عن مفهوم الحب.. ظاهرة نعيشها بجنونٍ وجموح، حتى تفقد شيئًا ما منها مع سفر الوقت وانقضائه..
إلى أن يصغرَ حجمه فينا، يتقلّص كرئة في حالة زفير، ينكمش كقطعة قماش غارقة في ماء..
إلى أن يُلقى في زاوية صغيرة في عقولنا.. يُصبح الموجود، المنسي..

-

الأحد، 6 أكتوبر 2013

خِواء

 
-
 
 


-
 
 
-1-
عن اليدين.. عن صوت البحر الذي يعبرني.. الموج الذي يبلّل كفّينا..
عن الصخر الذي يجرح قدمي بكلّ خطوة أخطوها نحوك..
تتقرّحُ قدمي.. يتقرّح قلبي ، ولا أُبالي..
أجري نحوك بشغفِ طفلٍ يجري نحو أبيه.. من أجل أن يعانق المدى بيديه ،
يطير لثواني ويعود لحضنهِ الذي لا يمكن أن يغدره..
وطنًا وسط بحر.. ولأنّني مللتُ الاغتراب ، أركضُ نحوك دون مبالاة.. لأُلقي كل هذه الغُربة عن كاهلي..
 
-2-
كيف نُعيد للفرح لونه ؟ كيف نُعيد للشغف جموحه ؟ كيف نحيا بالحُزن مرةً أخرى ؟
التقيّد بالحزن والوهم أفضل بكثير من حالة اللاشيء.. من هذا الاستسلام والبرود..
كيف نُعيد للحزن سطوته ؟  للفرح صخبه ؟ للأمل غيماته ؟
كيف نزرع الخوف في قلوبنا بذرًا لينمو ويتجذّر فينا ؟
كيف نُعيد للقلب فوضى مشاعره ؟
كيف نُعيد للحواس ملامحها.. أن نخطّ للفرحة ابتسامة خجولة ، وللحُزن شلال دمعٍ منسدل..
أريد أن أحرّر هذا القلب كفراشة.. كوردة أنفثها فتتناثر في دوامة الشعور..
لا بأس بأن تتساقط.. تحتضن التراب.. لا بأس بأن تموت.. الموت أفضل من كل هذا الجمود..
أفضل من الغرق بصمت ، بلا تعبير يكتسي الملامح ، دون قلبٍ يهتّم..
 
-فراغ-
هذا ما يستوطن القلب..
يدفع الإجار شهريًا.. يُؤثّث روحك باللاشيء..
يشعُر قلبي.. لكنّ الشعور انكمش في دوامات الفقد.. ما عاد يُعطي الأمور حيزًا في مقدمته..
يستقلّ الشوق المقعد الأخير في القطار.. يرتدي الحبّ معطفًا سميكًا ويخرج من قلبي..
يتبخّر الوجوم نحو اللامكان.. يغفو الحُلم بلا إفاقة.. يخرج الحزن لنزهة ولا يعود..
يسافر الفرح مُؤقتًا وينسى جواز سفره..
على أيّ الخطوط حزمت مشاعري ورحلت ؟
 
-