-
-1-
عن ورد الطرقات، عن الدروب الحالمة التي تُمطر سماواتها
وردًا..
عن الشرفات التي يلفّها الياسمين الشامّي –أغصانًا
متشابكة-..
تعبرها الضحكات، تُصادق الشِفاه العبوسة، تُفتح كلّ صباح
لألف حكايةٍ وحكاية..
هي التي تفتح قلبها لأحجيات الملامح.. لغموض ابتسامة،
لانكسار دمعة..
للرياح التي تجيء من خُطى العابرين.. من خطوات عاشقيْن،
بعد لحظة وداعٍ أخيرة..
للربكة التي تُحدثها إلتفاتتهم، للريح الغاضبة خلفهم،
للصخب الذي تُعانق به ستائرها..
لأبجدية الأصابع وهي تلفّ خاصرة العشّاق..
أي السماوات تسع قلب عاشقيين بعدما يمدّ الفراق يديه
نحوهما..؟
أي شوارع تبتلع خطاهما..؟
-2-
للنبضة المسروقة من إعياء المشاعر..
لضحكة حبٍ قُطِفَت عنوة من طيّات الذاكرة..
لتوهّج العينين، لاتساع الأحداق، لضوضاء القلب..
لسمكات الدهشة التي تسبح بملح أعيُنِنا..
للصدفة التي تجيء بسلال وردٍ وابتسامات شقيّة..
للكون مُترامي الأطراف، وهو يَسَع غبار نجماتنا المُجهدة
من الهرب نحو اللامكان..
للحبّ القديم، للحبّ المركون في اظلم زوايا القلب،
وأنقاها..
للذكريات..
-3-
عن الالتحام الذي تنحتهُ قُبلة..
عن الورد النابت من ثغورنا وهو على مشارف الإزهار..
عن الحشود التي تُصبح مُغبّشة، مجرد حركة محسوسة، بطيئة
تارة وسريعة أخرى..
عن الشطرين الذائبين في عِناق، إلى شطرٍ واحد..
عن المسافات، عن الجسور المُهترئة التي يعبر عليها
الحبّ، ينجو دومًا دونما سقوط..
عن القلب الذي ما عاد يرى في كل هذا سوى شيئًا مُملًا
سخيفًا..
عن مفهوم الحب.. ظاهرة نعيشها بجنونٍ وجموح، حتى تفقد شيئًا ما
منها مع سفر الوقت وانقضائه..
إلى أن يصغرَ حجمه فينا، يتقلّص كرئة في حالة زفير،
ينكمش كقطعة قماش غارقة في ماء..
إلى أن يُلقى في زاوية صغيرة في عقولنا.. يُصبح الموجود،
المنسي..
-
-