-
قبل أن أمضي ..
كانت تكفيني كلمة واحدة ..
كان يكفيني الرفض .. كلمة -لا- في وجه القدر ..
كان يكفيني التشبّث .. أن تتشبّث بي كحُلُم
، ترفض الافاقة منه أبدًا ..
كمبدأ تُجابه الأيام وطيّات الزمان حتى لا
تتخلى عنه ..
كأمنية لن تُطلق سراحها عنوة ، كطيرٍ بائس نحو أُفق
الاندثار ..
كان يكفيني سؤالًا واحدًا تلفظهُ شفتيك ..
تنثرهُ على مسامعي بانكسار ، كما يُنثر ورق الخريف
المقطوع حسرةً في فراغاتِ الضياع ..
كان يكفيني أن تسأل :
- والحُبّ ؟
- ودهشة اللقاء الأول ؟
- واللهفة ؟
- والاغتراب الذي سيحلّ بروحي ؟
- والحنين الذي سيقطعُ قلبي كخيلٍ أشهب عندما
تولّين وجهك شطر الرحيل ؟
- وقلبي ؟ والأماني ؟ والوعود ؟ و و و و ؟
كان يكفيني أن تُناديني حتى أقف ..
ألتفتُ
ناحية عينيك ، ويعود قلبي إلى موطنه ، إليك ..
أن تُنادي اسمي فيتعثّر فمك بالفاء .. ويغصّ
حلقك بألم الفقد ..
لو أنّ قلبي سمِع الفاء فقط .. كان سيركض ناحيتك
،
مُحتضنًا قلبك بكل ما بهذا العالم من لهفة ..
كان سينسى كل الوجع ، سيبتسم كما يفعل دومًا
،
ويمضي معك إلى جحيم الحبّ وخراباته وخيباته ..
لكنّك مددت يديك لوداعه .. صافحته .. ورحلت
أيضًا ..
.