الأحد، 24 فبراير 2013

يكفيني ..





 
 
-
 
قبل أن أمضي ..
كانت تكفيني كلمة واحدة ..
كان يكفيني الرفض .. كلمة  -لا- في وجه القدر ..
كان يكفيني التشبّث .. أن تتشبّث بي كحُلُم ، ترفض الافاقة منه أبدًا ..
كمبدأ تُجابه الأيام وطيّات الزمان حتى لا تتخلى عنه ..
كأمنية لن تُطلق سراحها عنوة ، كطيرٍ بائس نحو أُفق الاندثار ..
كان يكفيني سؤالًا واحدًا تلفظهُ شفتيك ..
تنثرهُ على مسامعي بانكسار ، كما يُنثر ورق الخريف المقطوع حسرةً في فراغاتِ الضياع ..


        كان يكفيني أن تسأل :

-   والحُبّ ؟

-    ودهشة اللقاء الأول ؟

-   واللهفة ؟

-   والاغتراب الذي سيحلّ بروحي ؟

-  والحنين الذي سيقطعُ قلبي كخيلٍ أشهب عندما تولّين وجهك شطر الرحيل ؟

-  وقلبي ؟ والأماني ؟ والوعود ؟ و و و و ؟

 .


كان يكفيني أن تُناديني حتى أقف ..
ألتفتُ ناحية عينيك ، ويعود قلبي إلى موطنه ، إليك ..
أن تُنادي اسمي فيتعثّر فمك بالفاء .. ويغصّ حلقك بألم الفقد ..
لو أنّ قلبي سمِع الفاء فقط .. كان سيركض ناحيتك ،
مُحتضنًا قلبك بكل ما بهذا العالم من لهفة ..
كان سينسى كل الوجع ، سيبتسم كما يفعل دومًا ،
ويمضي معك إلى جحيم الحبّ وخراباته وخيباته ..
لكنّك مددت يديك لوداعه .. صافحته .. ورحلت أيضًا ..


.