-
-
يعود الشوق أدراجه بقلبِك.. تتوقّع عودة صخب الشعور في
قلبِ الآخرين..
يتقدّم بنا العمر، تتقدّم بنا المشاعر، يشيخ الحبّ إن لم
نُروّيه..
هذا الحبّ الثقيل على صدورنا سيرحلُ يومًا، ككلّ الأشياء
المهاجرة..
كالسنونو في مواسم الشتاء، كالزهور الربيعية الذابلة تحت
وطأةِ مطرٍ شديد..
ستسمعُ يومًا دوي سقوط الحبّ من قلبي..
ستأخذ الأيام بأيدينا إلى شوارع النسيان، سنتسوّله
لسنوات بكلّ رغبةٍ ورجاء، إلا أن نظفر بهِ..
سترى ليل عينيها صافٍ، لا تُعكّره هزيمة الدموع..
سترى نجمًا مُلوّحًا في سمائها.. نجمًا شامخًا، شاهق
العلوّ، لم يعُد يركع ويخضع لقلبٍ آخر..
سترى شوقًا فائضًا من الروح في الأحاديث، دون رغبةٍ في
الرجوع..
سترى حنينًا يقطع القلوب، حنينًا ل اللحظات التي سافر
عنها الزمن وودّعها..
يكفي أنّنا نلنا شرف عَيشِها، خضنا مغامرة احساسها..
محطة جميلة نركن بها جنوننا، جموحنا، وصخب أرواحنا..
-
نعم.. نحنّ لحميمية أرواحنا.. للسعادة المُؤقتة التي
حفرت تاريخها على جذوع ذاكرتنا..
نشتاق للورد الذي قَطَفَتهُ قلوبنا من سلال الضحكات، حتى
غدت حديقة ورد..
نحنّ للأيام الخوالي، للشغف، لكلّ شيء..
دون رغبتنا بالعودة لتلك المحطّة، بلا رغبةٍ بالتخلّي عن
هذا السفر الطويل عنها..
اكتفينا.. أخذنا حصّتُنا من كل هذا الجنون، من الحُزن
الذي يقتلع عُمرًا وتعبًا مع كل دمعة..
والآن.. هذا الأوان فرصة للمجانين الآخرين..!
-