الثلاثاء، 22 يوليو 2014

نفترق - لنلتقي

 
-
 
 
 
-
 
 
(1)
 
حدّثني عن غٌربة روحك، عن الظلام الذي يلفّك من كل اتجاه..
 
عن شمسِك التي لا تبزغ إلا من أُفقِ عينيها الناعستين..
 
والآن بعدما أسدلت جفنيها لنومٍ طويل، أمازلت ترى الصباح؟
 
وترسُم دروب أحلامِك من خيوط الفجر الأولى بعينيها؟
 
ويطيرُ الحمام من هدبيها ليحطّ على كفّيك، قدرًا طليقًا؟
 
 
 
(2)
 
ياه.. من يُصدّق بأنّ مرّ عام بخريفه الجاف، بصوت الورق وهو يسقط من قلبِك،
 
بصيفٍ تُشقينا حرارته، بشتاءِ الكلمات البارد.. بالربيع؟
 
بالله عليك كيف يكون ربيعًا ونحنُ لا نرقًص بغباء تحت مطره؟
 
تصوّر، مرّ عام.. تعرّت أشجار قلوبنا إثر جفاف الرحيل..
 
مرّ عام، أزهر الياسمين.. هاجر السنونو.. "شتّتِ الدِني" وراحت الصيفية..
 
ولم نعُد!

 
 
(3)
 
نحنُ نُشقي قلوبنا ليس إلا..
 
نظنُّ أنّنا نُعتق قلوبنا من حماقات الحبّ، لكنّ القلوب التي تقع في الحبّ مرة،
 
لا تتحرّر ألف مرة! تظل كرَقٍ باسم الحُبّ..

 
هي التي ظنّت بأنّها أخمدت كل الحرائق التي أذكيتها يومًا بقلبها،
 
تُعيد اشتعالها بسؤالِك المُتأخّر عُمرًا..
 
وهي لسببٍ ما، لشيءٍ ما بداخلها يقودها كي يُسامحك،
 
تفتحُ لكَ أبواب قلبها للمرّة العاشرة!
 
بنفس الشغف، بنفس لهيب اللهفة، وبنفس خيبة الحرائق..
 
 
عليكَ أن تخلع نعليك قبل أن تلِج، فقد صار القلبُ قدّيسًا لفرط ما حمل به
 
حُزن الأنبياء.. أن لا تُحدث فوضى وضوضاء.. ادخل بخشوع..
 
فهشاشته لم تعُد تقوى،وجنونه بدأ يندثر كرمادِ أجنحةِ فراشةٍ محروقة..
 
مارس ثمالتُك وجنونك برويّة وباعتدال، حتى لا تُعثي خراباتٍ جديدة!
 
 
 
(4)
 
تعود، لتصبّ انكساراتك على سواحلها.. على قلبها الذي يسعُ العالم بأكمله!
 
تعود كطفلٍ جريح، ما اعتاد أن تنفُث الدنيا بوجههِ كلّ هذا التعب..
 
تعود لوطنك، الذي يبدأ حدوده من ذراعيها المُمتدّتين لاحتضان أحزانِك بلا نهاية،
 
أو إلى نهايةِ عُمرنا الصَدِأ، وهذا كافٍ جدًا!
 
تعود لليد التي زرعت فيك، مكان كلّ خراب جنّة..
 
وتهرُب من هذا العالم إلى عالم أزهى، إلى قلبها..
 
خارطة المُدن، أو خارطة المدينة الفاضلة!
 -